شبكة قدس الإخبارية

خيام النازحين غرقت: قطاع غزة مع شكل جديد من المعاناة 

IMG_4348

متابعة قدس: يشهد قطاع غزة موجة جديدة من المعاناة مع دخول فصل الشتاء، إذ تضاعفت آثار المنخفض الجوي على عشرات آلاف الأسر النازحة التي فقدت منازلها خلال العدوان الإسرائيلي وتقطن اليوم في خيام هشة لا تقوى على مواجهة الأمطار الغزيرة. وفيما يستمر تأثير المنخفض على عموم الأراضي الفلسطينية، تتوالى نداءات الاستغاثة من المخيمات التي غمرتها المياه، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية تلوح في الأفق مع بداية موسم الأمطار.

وتوقّعت دائرة الأرصاد الجوية أن يستمر تأثير المنخفض الجوي على فلسطين يوم السبت، ليكون الطقس غائمًا جزئيًا إلى غائم وباردًا، خصوصًا فوق المرتفعات الجبلية، دون أن يطرأ تغير يذكر على درجات الحرارة التي تبقى أدنى من معدلها السنوي بنحو درجتين مئويتين. وتشهد معظم المناطق هطول زخات متفرقة من الأمطار، تترافق أحيانًا مع عواصف رعدية، فيما تهب رياح جنوبية غربية إلى غربية نشطة السرعة مع هبات قوية، ويتواصل اضطراب البحر وارتفاع أمواجه.

وفي قطاع غزة، تسببت الأمطار الغزيرة بغرق عشرات الخيام في مخيمات النازحين، ما فاقم معاناة الأسر التي تعيش ظروفًا إنسانية قاسية منذ أشهر. وقال الدفاع المدني في غزة إن طواقمه تعمل منذ ساعات الليل على التعامل مع عشرات الخيام التي غمرتها المياه في مناطق واسعة من مواصي خان يونس جنوبي القطاع.

وأوضح الدفاع المدني أنه تلقى منذ يوم الجمعة مئات نداءات الاستغاثة من عائلات نازحة تقيم في مخيمات ومراكز إيواء منتشرة في مختلف محافظات القطاع، بعد تضرر خيامهم وامتلائها بمياه الأمطار. وتركزت حالات الغرق في محافظة غزة في مناطق النفق والدرج واليرموك والزيتون ومخيم الشاطئ، إضافة إلى تجمعات النازحين في المحافظة الوسطى، خصوصًا في منطقة البركة والبصة بدير البلح، ومحيط البنك الإسلامي على شارع صلاح الدين قرب مخيم البريج، إلى جانب عدد من المخيمات القريبة من سوق النصيرات.

ووجّه الدفاع المدني مناشدة عاجلة إلى المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، للتحرك الفوري من أجل إنقاذ ما يقارب نصف مليون أسرة نزحت بسبب العدوان الإسرائيلي وتعيش اليوم في خيام ومراكز إيواء لا توفر الحد الأدنى من الحماية. وأكد أنّ هذه الأسر تواجه أوضاعًا صعبة للغاية مع بداية الشتاء، مطالبًا بالإسراع في إدخال البيوت الجاهزة والكرفانات والخيام المناسبة للتخفيف من معاناتها المتفاقمة.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن القطاع يحتاج إلى ما لا يقل عن 250 ألف خيمة و100 ألف كرفان لتأمين المأوى المؤقت للنازحين إلى حين بدء عملية الإعمار، خصوصًا في ظل تدهور الخيام الحالية وانهيار المنازل المتضررة التي يضطر بعض السكان إلى العودة إليها خوفًا من غرق خيامهم أو اقتلاعها بفعل الرياح.